ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية (هدية المقبرة)

برع المصريون القدماء في التفنن بزخرفة حضارتهم التي تنطق شاهدة على ذكائهم واعتقادهم بالبعث والخلود مرة أخرى، والبراعة في تخليد ذلك المعتقد ببناء المباني الفاخرة الضخمة التي تتلاءم مع الحضارة المصرية القديمة، ويقف العالم معترفًا بما فاق به المصري القديم من تأريخ حضارته بصورة تتحير لها العقول؛ لذا فقد همّوا بتشييد المقابر والمباني لتكون مسكنهم في الحياة الأبدية حسبما اعتقدوا، لذا دارت التساؤلات والأقاويل حول ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية؟ أي ما الطبقات الداخلة في تكوين المقبرة ولما شيدت من الأساس، وكيف يعامل أسرة الطبقة الحاكمة وأصحاب الطبقة الوسطى والعامة من الشعب؟

ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية

لقد تفوق مهندسو البناء المعماري في مصر القديمة والمختصين بالبناء لتكون شاهدة على عجيبة من عجائب الدنيا، وسببًا في نهوض الحضارة المصرية القديمة، ومن ثَمّ اختلفت أشكال المقابر على أشكال مختلفة ومتنوعة لتفرق بين طبقات المجتمع ومكانة الشخص؛ فمنها ما كان على أشكال هرمية كالثلاثة العجيبة: خوفو، خفرع، منقروع، أو منها ما كان محفور في باطن الأرض في خنادق لتصبح مقابر سرية، ولا سيما ما قام به المصريون القدماء من وضع العديد من الأشياء أما مقابرهم الفرعونية سوف نتعرف إلى تلك الطبقات، وهي كالآتي:

طبقات التربة قبل المقبرة الفرعونية

  • الطبقة الخرسانية

الطبقة الخرسانية من ضمن الطبقات الأولى التي يتم وضعها قبل باب المقبرة الفرعونية؛ فالطبقة الخرسانية التي تلامس مع سقف المقبرة، كما تُعد من أقوى وأصلب الطبقات الصعبة التي لا يتمّ اجتيازها إلا بالمعدات والمطارق  الضخمة.

  • الطبقات الرملية اللامعة

كما عمل المصريون القدماء على زيادة الطبقات الرملية اللامعة قبل باب المقبرة الفرعونية، وتُزود تلك الطبقات بالذهب أو الفضة اللامعة التى تتناثر على أسقفة المقابر مما يُعطيها بريق خاص.

  • طبقة الحـناء

يتم وضع طبقة من الحناء أمام مدخل المقبرة الفرعونية؛ وذلك لحمايتها من الرطوبة والعوامل الجوية.

  • الطبقة الصخرية

تُعد الطبقة الصخرية جزء من الغلاف التكوني للتربة، ووضعها الفراعنة على باب المقبرة الفرعونية، كما تمّ استخدامها للحِوطة والأمان من أيدى اللصوص، والحفاظ على مقتنياتها من السرقة التي كانت تدفن مع الملك لاعتقاده بالبعث مرةً أخرى.

  • الطبقة الطينية

أمّا بالحديث عن الطبقة الطينية فهي تلك التي تكونت نتيجة للعامل الجوية وتعبئة الهواء بالقرب من باب المقبرة الفرعونية، وتُعد من أهم العوامل على زيادة الأمن والأمان.

طرق دفن موتى الفراعنة

لنطرق بالحديث على آلية وطرق دفن الطبقة العليا من الملوك وسادة الدولة النبلاء، إذ تختلف عمّن هم من الطبقة الوسطى أو عامة الشعب، وسنعرض عليكم طرق دفن موتى الفراعنة وهي كالآتي:

  • آلية دفن الملوك والنبلاء

  1. تمّ اختيار طريقة دفن لبقة تتناسب مع ملوك الفراعنة وطبقات الدولة المصرية القديمة، فقد توجهوا إلى تحنيط أجسادهم بدقة متناهية حتى وقف العالم حائرًا أمام تلك المعجزة، إذ اعتمدوا على محو جميع الأجزاء الداخلية للجسد من الأعضاء التي يبدأ تعفن الجسد منها، والحفاظ فقط بالقلب كما يتم سكب المواد العطرية والنباتية المختلفة لتطهير الجسد من أية بكتيريا تسبب في تحلل الجسد.
  2. ثُمّ توجهوا إلى إحاطة الجسد بقطعة من قماش الكتان، ثُمّ يوضع الجسد في صندوق ولا سيما عن اختلاف المواد التي يتكون منها على حسب المكانة التي يحظى بها بين طبقات الدولة، وفي الغالب الأعم تكون الصناديق مصنوعة من الذهب الخالص والفضة النقية للملوك والأمراء.
  • آلية دفن الطبقة الوسطى

أمّا بالنسبة لآلية دفن الطبقة الوسطى تختلف تمام الاختلاف عن طبقة الملوك والسادة، فلا يتم استخراج الأحشاء الداخلية للجثة وإنما يُحفظ الجسد بأعضائه الداخلية، ويتمّ حقن الجسد بزيت الأرز من أجل المحافظة عليه مع نثر ملح النطرون على سائر الجسد وسحب الزيت شيئًا فشيء، ومن ثَمّ يتمّ دفن الطبقة الوسطى في صناديق خشبية، وقبل مراسم الدفن يظل الجسد على الجلد والعظم فقط.

  • آلية دفن الطبقة الفقيرة

أخيرًا الطبقة الفقيرة فتختلف شتى البعد عن دفن الملوك وأصحاب الطبقة الوسطى؛ إذ يتمّ تنظيف الأمعاء ووضع سائر الجسد في ملح النطرون ولذلك لمدة ستين يومًا على الأكثر، فيما بعد يتمّ استخدام أقمشة عادية على غير كتان الملوك لتغطية الجسد.

أنواع التربة المستخدمة لدفن المصريين القدماء

تمّ إجراء العديد من البحوث والدراسات من أجل تحديد أنواع التربة التي آل إليها القدماء المصريين لدفن مواتهم، واختلفت أنواع التربة وطبيعتها وخصائصها، واختيار النوع المناسب لحفظ جسد الملوك قبل البعث والخلود والإحياء بعد الموت، فكان أبرز أنواع التربة الآتي:

  • التربة الصــلبة

لقد تمّ الاعتماد على التربة الصلبة في عهد المصريين القدماء؛ إذ تتكون من بعض الصخور الصلبة بالإضافة إلى الطبقة الخرسانية الأمر الذي جعلها أكثر صلابة ومتانة ومتماسكة، فيصعب على اللصوص سرقتها أو اختراق جزء من أجزائها، كما تُعد من أكثر المقابر المحمية للحفاظ على مقتنيات الملوك.

  • التربة الطينية

أمّا بالنسبة للطبقة الثانية لدفن موتى المصريين القدماء فكانت التربة الطينية؛ ومع هذا فلم يتوصل المؤرخون إلى الاعتماد الكلي عليه في الدفن، لأنّها من الأنواع الغير متماسكة لقربها من مياه النيل واستخدام تلك القطع في الزراعة، كما كانت تلك المقابر أكثر عرضة لسرقة مقتنياتها وكذا التلف.

  • التربة الرمـلية

وأخيرًا النوع الأخيرة من أنواع التربة الصالحة للدفن وهي التربة الرملية، فكذا لم تُثبت الدراسات أنها من الأنواع المفضلة عند القدماء المصريين لدفن مواتهم؛ وذلك بسبب التغييرات البيئية المختلفة.

تطور المقابر الفرعونية

مع مرور الوقت تطورت أشكال وصور المقابر واختلفت حسب الطبقة الاجتماعية أيضًا للمتوفى، أمّا بالنسبة لطبقات القبور فلم تتغير من حيث البناء، وفي الغالب الأعم تمّ بناء المقابر وفق معتقدات دينية كانت كامنة في نفوس المصريين القدماء كـ: البعث، الخلود، والإحياء بعد الموت، لذا فكانت المقابر كالتالي:

  • المصطبة

تمّ بناء المقابر في صورتها الأولى على هيئة مصطبة، وكان الجزء الأعلى للمقبرة فوق الأرض ويتخذ الشكل المستطيلي.

  • البــئر

يطلق على المنطقة التي تصل إلى أسفل المقبرة وتنتهي بحجر أساس بالقرب من مكان الدفن بالبئر، فيتمّ بناء البئر بالطوب اللبِن بشكل عمودي قبل بناؤه في منحدر، والمقابر تكون مبنية في طبقات منحدرة توصلك على غرف الدفن.

  • الهــرم المدرج

لقد تطورت المقبرة من مصطبة إلى هرم مدرج، فلقد بنى المعماري أمحتوب الهرم المدرج، كما صنع للملك زوسر مجموعة كاملة من الأهرامات في منطقة سقارة.

  • الهــرم الكامل

كانت الخطوة الثانية من بناء الأهرامات على المقابر، ومن ثَمّ يتمّ بناء المقبرة كُلََّها.

  • الهرم المُنحني

خلال بناء الأهرامات ذوات الارتفاعات الشاهقة لم تتحمل المعدات والأساسات الأوان الثقيلة للحجارة؛ فأدى ذلك إلى تغيير في الهندسة المعمارية للهرم أي بدلًا من أن يكون مستقيمًا أدى إلى انحراف كبير في زاوية الهرم.

  • الهرم الأحمر لسنفرو

يتركز الهرم الأحمر لسنفرو بمنطقة دهشور وسمي بهذا الاسم نسبة للون الأحمر الذي يكسو حجارته، فقد تمّ قطعها من محاجر الجبل الأحمر، كما يصل ارتفاعه إلى ما يقرب 100 متر تقريبًا.

  • الهــرم الأكبر لخوفو

لقد بنى الملك خوفو أهرام الجيزة، كما تُعدّ الأهرامات من أشهر المقابر  الموجودة في العالم بأسره، كما يتمّ بناؤها على ما يقرب من عشرة أفدنة بارتفاع بلغ 140 متر، ولكن نظرًا للعوامل الجوية والانجراف وصل ارتفاعها 138 متر.

دلائل وجود مقبرة فرعونية

يوجد العديد من الدلائل بوجود مقبرة فرعونية ببعض المناطق كالجباب والصحراء، ولقد تمكن علماء الآثار من التعرف على وجودها، وتتمثل هذه الدلائل في الآتي:

  1. الموت المحقق للحيوانات التي توجد بالمنطقة، دون أي سبب مفهوم.
  2. انبعاث بعض من الروائح الغريبة دون العثور على مصدر الرائحة.
  3. كثرة انتشار الغربان في مكان المقبرة.
  4. تظهر بعض من الشقوق في المباني، وانخفاض الأرض عن مستواها الطبيعي.
  5. كما توجد بعض من العلامات والنقوش الفرعونية بالجدران والصخور.
  6. ظهور أضواء واختفائها ما بين الحين والآخر.
  7. كما يوجد الجير الأبيض أو حبيبات ذات لون أبيض منتشرة بالمكان.
  8. وجود الفخار صاحب الخطوط السوداء في المنتصف من أقوى الدلائل على وجود مقبرة فرعونية.
  9. انحدار الأرض بشكل مفاجئ خلال الحفر.
  10. العثور على أصداف حلزونية أو قوقعة.
  11. وأخيرًا ظهور نقش الأسد أو نجمة على باب المقبرة، مما يدلل على أنّها لملك من ملوك مصر القديمة.

وإلى هنا نصل لختام موضوعنا الذي تحدثنا فيه عن ماذا يوجد قبل باب المقبرة الفرعونية، وطرقنا الحديث على أنواع التربة، وكذا تطور شكل المقبرة على مر العصور، وأخيرًا دلائل وجود مقبرة فرعونية في المناطق الصحراوية كالجبال، فكل ذاك يدلّ على ذكاء المصري القديم.

Sending
User Review
1 (1 vote)
شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *