أهمية تحاليل ما قبل الزواج وقائمة الفحوصات المطلوبة للرجال والنساء

لقد استجد في هذا العصر من الأمراض ما لم يكن في السابق، وهذا بدوره قد يؤثر على العلاقة الأسرية من مختلف جوانبها إذا أصيب الزوجان بها أو أحدهما، فهل نتفادى هذا الأمر بعمل تحاليل ما قبل الزواج؟ الأمر الذي يجعل الزوجان يُقدمان على الزواج وهم على بصيرة من أمرهم، فمن هنا كان لا بد من معرفة كافة التفاصيل حول تحاليل ما قبل الزواج لكلا الشريكين وهذا ما سنتناول الحديث حوله خلال السطور التالية عبر بوابة مُستعلِم.

تحاليل ما قبل الزواج

تحاليل ما قبل الزواج هي مجموعة من الفحوصات الطبية التي يقوم الأفراد بإجرائها قبل الزواج للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية أو الوراثية والتي قد تؤثر على صحة الشريكين أو على صحة الأطفال المستقبليين.

أهم تحاليل ما قبل الزواج

تحاليل ما قبل الزواج تمثل جزءًا مهمًا من الاستعداد للزواج، حيث تساعد في التحقق من صحة الشريكين والكشف عن أي مشكلات صحية تحتاج إلى متابعة أو علاج وإليكم قائمة الفحوصات التي ينبغي أن يخضع لها كلًا من الرجل والمرأة قبل الزواج.

تحاليل ما قبل الزواج للرجال

تحاليل ما قبل الزواج للرجال هي مجموعة من الفحوصات الطبية التي يتم إجراؤها قبل الزواج للتحقق من حالة الصحة العامة والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية تؤثر على الزواج والحياة الزوجية المستقبلية وتشمل هذه التحاليل بالإضافة إلى ما سبق ذكره كلًا من:

تحليل السائل المنوي

هو إجراء طبي يهدف إلى تقييم صحة الخصوبة للذكور ويُساعد في تشخيص وعلاج الاضطرابات المرتبطة بالحيوانات المنوية، وبالتالي يمنع تأخر الإنجاب بعد الزواج.

يوفر هذا التحليل معلومات حول كلًا من:

عدد الحيوانات المنوية

  • حيث يُقدر العدد الطبيعي للحيوانات المنوية عادة بين 15 مليون إلى 200 مليون لكل ملليتر من السائل المنوي، وإذا قلت الأعداد دون ذلك فهذا يؤثر على الخصوبة.

شكل وتركيب الحيوانات المنوية

  • يؤثر شكل وتركيب الحيوانات المنوية على قدرتها على إخصاب البويضة، فالحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي أكثر احتمالًا لتحقيق الحمل.

حجم عينة السائل المنوي

  • يشير النقص في حجم السائل المنوي إلى مشاكل مثل الانسدادات الأوعية المنوية.

حركية الحيوانات المنوية

  • تؤثر حركة الحيوانات المنوية على قدرتها على الوصول إلى البويضة وإخصابها، ويُظهر انخفاض الحركة نقصًا في الخصوبة.

تسييل المني

  • ينبغي أن يتغير السائل المنوي من اللزوجة إلى السيولة بشكل طبيعي بعد القذف.

وجود علامات التهاب أو تغيرات أخرى في السائل المنوي

  • يتم فحص السائل المنوي للتحقق من وجود أي علامات على التهابات أو تغيرات في pH السائل المنوي أو وجود خلايا التهابية أو عدوى في الجهاز التناسلي.

التحاليل الهرمونية

تساهم التحاليل الهرمونية في تقييم صحة الجهاز التناسلي للرجل وتكشف عن أي اضطرابات هرمونية قد تؤثر في نشاط الخصيتين وإنتاج الحيوانات المنوية، مما يساعد في اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل الزواج.

ومن أهم هذه تحاليل الهرمونات:

هرمون التستوستيرون

  • يُعتبر هرمون التستوستيرون الهرمون الذكوري الرئيسي، حيث يؤثر على مختلف أعضاء الجسم ويُنظم إنتاج الحيوانات المنوية والرغبة الجنسية ونقص إفراز التستوستيرون قد يؤثر سلبًا على خصوبة الرجل.

الهرمون المُنشِّط للحوصلة FSH

  • يُفرِز الهرمون المُنشِّط للحوصلة FSH من الغُدّة النخامية في الدماغ، ويُؤثِّر بشكل كبير في نمو الخصية وإنتاج الحيوانات المنوية وانخفاض مستوى FSH قد يشير إلى مشاكل في الغُدّة النخامية، بينما ارتفاعه قد يكون مؤشرًا على مشاكل في الخصية.

الهرمون اللوتيني LH

  • يُفرَز الهرمون اللوتيني LH من الغُدّة النخامية، ويحفز الخصية لإفراز هرمون التيستوستيرون وارتفاع مستوى LH قد يشير إلى نقص في إفراز التيستوستيرون من الخصية.

تحاليل ما قبل الزواج للنساء

عبارة عن مجموعة من التحاليل تُجرى للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا والتأكد من عدم وجود أي عدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي وتشمل هذه التحاليل بالإضافة إلى التحاليل المذكورة أعلاه ما يلي:

فحص هرمونات متابعة التبويض

عبارة عن مجموعة من التحاليل الهرمونية تُجرى لدى النساء لمعرفة مدى استقرار دورة الطمث وتقدير مواعيد التبويض.

يتم قياس مستويات هرمونات معينة في الدم، والتي تشمل عادةً:

هرمون التستوستيرون

  • لدى النساء، يتم إفرازه بكميات صغيرة من المبيضين والغدة الكظرية، ويؤثر على نمو البويضات والتبويض.

هرمون البرولاكتين

  • يتم إفرازه بواسطة الغدة النخامية في الدماغ، ويؤثر على دورة الطمث والتبويض.

هرمونات الغدة الدرقية

  • مثل TSH (الهرمون المحفز للغدة الدرقية)، والتي قد تؤثر على الخصوبة إذا كانت غير متوازنة.

هرمونات المبيض

  • مثل الإستروجين والبروجستيرون، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم دورة الطمث والتبويض.

تحاليل ما قبل الزواج لكلًا من الرجال والنساء

وهي مجموعة من الفحوصات الطبية التي يجب على الشريكين القيام بها، ويمكن تقسيمها إلى:

التحاليل الروتينية للرجال والنساء

وينبغي على الشريكين القيام بهذه الفحوصات لتقييم الصحة العامة والكشف عن الأمراض المحتملة قبل الزواج، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:

صورة دم كاملة (Complete Blood Count – CBC)

  • يُستخدم لتقييم صحة الدم وتشخيص العديد من الحالات الصحية المختلفة.
  • هذا الاختبار يُقيم تركيبة الخلايا الدموية بما في ذلك عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
  • يعبر عن نسبة حجم كرات الدم الحمراء إلى حجم الدم بالكامل ويمكن استخدام هذا القياس لتقدير مدى وجود فقر الدم.

اختبار فصيلة الدم (Blood Typing Test)

  • يحدد نوع الدم الذي ينتمي إليه الشخص، مثل فصيلة الدم A، B، AB، أو O.
  • يمكن إجراؤه باستخدام عينة صغيرة من الدم، وتُحلل هذه العينة لتحديد فصيلة الدم ABO وعامل RH.

اختبار عامل RH (Rh Factor Test)

  • يحدد ما إذا كان الشخص يحمل عامل RH الإيجابي (+) أو السالب (-).
  • عندما يكون لدى شخص عامل RH إيجابي، فإن كرات الدم الحمراء لديه تحتوي على هذا البروتين على سطحها، بينما عندما يكون لديه عامل RH سالب، فإن كرات الدم الحمراء لديها تفتقر إلى هذا البروتين.

عينة بول (Urinalysis)

  • هو اختبار يتم من خلاله فحص عينة من البول لتقييم صحة الكلى والجهاز البولي بشكل عام.
  • يتم فحص عدد ونوع الخلايا الموجودة في البول، مما يمكن أن يشير إلى وجود التهابات أو مشاكل في الكلى.

الكشف عن الإصابة بأمراض السكري أو اضطراب الغدة الدرقية (Diabetes or Thyroid Disorder Screening)

  • يُجرى هذا الاختبار لتحديد مستويات السكر في الدم أو هرمونات الغدة الدرقية للكشف عن الإصابة بمرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية.
  • يشمل سلسلة من الاختبارات التي تُجرى لتقييم وظيفة الغدة الدرقية ومستويات السكر في الدم ومن هذه الاختبارات:
    • فحص السكر في الدم (Blood Glucose Test): هذا الاختبار يُستخدم لتقدير مستوى السكر في الدم في الوقت الحالي.
    • اختبار (A1c Test): يُقيس هذا الاختبار متوسط مستوى السكر في الدم على مدى الفترة الزمنية الأخيرة.
    • اختبار الهرمونات الدرقية (Thyroid Hormone Tests): تشمل هذه الاختبارات قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية مثل الثيروكسين (T4) والثيرونين (T3) والهرمون المنبه للدرقية (TSH).
    • اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية (Thyroid Antibody Tests): يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن وجود أجسام مضادة موجهة ضد الغدة الدرقية.

مسحات من الدم لتقييم شكل الخلايا (Blood Smear for Cell Morphology Evaluation)

  • يُجرى هذا الاختبار لتقييم شكل وهيئة الخلايا الدموية تحت الميكروسكوب.
  • أهمية تقييم شكل الخلايا في المسحات الدموية تأتي من أن تغيرات في شكل الخلايا الدموية قد تكون مؤشرًا على مشاكل صحية مختلفة، مثل الأمراض الوراثية، أو الاضطرابات في وظيفة الأعضاء مثل الطحال.

تحاليل الكشف عن بعض الأمراض المعدية للرجال والنساء

هي مجموعة من الاختبارات التي يجب على الشريكين إجراؤها قبل الزواج، وذلك للبدء في توفير العلاج المناسب في حال وجود أي مشاكل، حيث أن هذه التحاليل تكشف عن وجود أمراض معدية مثل السيلان والكلاميديا والإيدز والزهري، وهي أمراض قد تنتقل بسهولة خلال العلاقات الجنسية، وتشمل التحاليل التالية:

فحص الإصابة بالزهري (Syphilis Test)

  • يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن وجود الجرثومة الزهرية المسببة لمرض الزهري، حيث ينتشر هذا المرض عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، وقد يؤثر على مناطق متعددة من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية والجلد والعظام والقلب والدماغ.

فحص الإصابة بأمراض الكبد الوبائية (Viral Hepatitis Test)

  • يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن عدوى فيروسية بأنواع مختلفة من التهاب الكبد، مثل فيروس التهاب الكبد الفيروسي (Hepatitis B) وفيروس التهاب الكبد الفيروسي سي (Hepatitis C).

فحص الإصابة بفيروس نقص المناعة (الإيدز) (HIV Test)

  • يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن وجود فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يسبب مرض الإيدز.

فحص الإصابة بالسيلان، والكلاميديا (Gonorrhea and Chlamydia Test)

  • يُستخدم هذا الاختبار للكشف عن العدوى ببكتيريا السيلان وبكتيريا الكلاميديا، ويعتبر كلًا من السيلان والكلاميديا عدوى جنسية معدية تنتقل إلى الشريك خلال العلاقة الجنسية.

أهمية إجراء تحاليل ما قبل الزواج

تحاليل ما قبل الزواج تعتبر خطوة هامة لضمان صحة وسلامة الشريكين والأجيال القادمة، وتساهم في بناء علاقات زوجية صحية ومستقرة، فهي تؤدي دورًا هامًا في:

  • تقليل المخاطر الصحية المستقبلية.
  • كشف الأمراض الوراثية المحتملة التي قد تنتقل إلى الأطفال المستقبلين.
  • التشخيص المبكر للأمراض الجنسية مما يسمح بالعلاج المبكر ومنع انتشار العدوى.
  • تقليل المشاكل الزواجية المحتملة، حيث يسمح التعرف المبكر على أي مشكلات صحية بتجنب المفاجآت الغير مرغوب فيها بعد الزواج.
  • تحسين الصحة الجنسية والتأكد من عدم وجود أي مشاكل تؤثر على القدرة على الإنجاب أو الرغبة الجنسية.
  • لا يقتصر أهمية هذه الفحوصات على الأفراد وحدهم، بل تمتد أيضًا إلى المجتمع بشكل عام؛ حيث أن فحص الأمراض المعدية والوراثية ومنع انتقالها إلى الأطفال، يؤدي إلى تخفيف الضغط عن مؤسسات الدولة الصحية مثل بنك الدم والمستشفيات، وبالتالي تحسين الرعاية الصحية وتوجيه الموارد الطبية إلى مجالات أخرى ذات أولوية أيضًا.

ماذا يحدث عند اكتشاف وجود خلل ما في أحد الفحوصات؟

عند اكتشاف وجود خلل في أحد التحاليل قبل الزواج، يعتمد الإجراء الذي يتم اتخاذه على نوع الخلل وشدته، وهذا لا يعني نهاية العلاقة بين الطرفين أو حتمية الانفصال، بل يمكن للمتابعة الدورية واتخاذ السبل العلاجية الصحيحة أن تساهم في منع أي مضاعفات أو آثار سلبية قد تنعكس على الأسرة في المستقبل.

Sending
User Review
0 (0 votes)
شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *